السبت، 28 مايو 2016

المعروف لا يضيع


المعروف لا يضيع
كان أحدهم مسافراً بأسرته في صحراء مترامية الأطراف، و إذا بعطل مفاجىء يحدث في سيارته، و قد حاول تشغيلها لكن دون جدوى، و جلس الرجل حائراً في أمره، و لم يمض وقت طويل حتى أوقف أحدهم سيارته، و ترجل منها قائلاً : خير ما الذي حدث ؟ و حاول معه مرة أخرى في تشغيل السيارة ... ثم قال للرجل : هذه سيارتي أكمل سفرك فيها مع أسرتك، و أنا أجلس هنا عند سيارتك حتى ترسل لي (سطحة) من بلدك نحمل عليها سيارتك .
قال صاحبنا : هذا غير معقول، لأنه يعني أنك ستجلس هنا قرابة عشر ساعات .
قال الرجل : لا بأس أنا شخص ، و أنتم عائلة !. و أخذ صاحبنا سيارة الرجل الشهم و رقم هاتف منزله، و مضى، و في صباح اليوم التالي وضع سيارته في ورشة الإصلاح، و أعاد السيارة الأخرى إلى صاحبها...
و مرت الأيام، و تذكر صاحب السيارة المعطوبة المعروفَ الذي صنعه معه صاحبه، فاتصل على بيته ليسأل عنه، فقالت زوجته : هو في السجن، و ذكرت له اسم السجن، و فهم منها أنه سُجن بسبب الديون التي عليه.
و في اليوم التالي أخذ الرجل معه مئة ألف ريال، و ذهب إلى السجن و أعطاها لضابط السجن، و قال: هذه لقضاء ديون فلان و إخراجه من عندكم . قال الضابط : من أنت ؟ قال له : لا داعي لأن أذكر لك اسمي، و مضى ...
بعد عشرين يوماً اتصل ببيت صاحبه ليطمئن عنه، فقالت له زوجته: مازال في السجن .
فما كان منه إلا أن سارع إلى السجن ، و سأل الضابط عن سبب عدم إطلاق سراح صاحبه، فقال : الدَّين الذي عليه ثلاثة ملايين و ليس مئة ألف ، ثم أردف قائلاً : أنا حائر في أمري ممن أتعجب، هل أتعجب منك حين جئت بمئة ألف ريال دون أن تذكر اسمك ؟ أو أتعجب من صاحبك السجين حين قال لي : المئة ألف لن تصنع لي شيئاً ، فأرجو أن تطلق بها سراح بعض زملائي المسجونين ممن عليه خمسة آلاف و عشرة آلاف ... و قد أطلقت بها فعلاً اثني عشر مسجوناً .
قال صاحبنا : خير إن شاء الله و غاب قرابة شهر ثم عاد و قد جمع الملايين الثلاثة من مدخراته و من بعض المحسنين، و أطلق بها سراح صاحب المروءة ...
هذه القصة واحدة من قصص كثيرة يتحدث عنها الناس، و هي دليل على أن البذل في سبيل الله، و عون الآخرين لا يذهب هباءً ، بل إن جزاءه كثيراً ما يكون سريعاً جداً و بأضعاف مضاعفة، و لاغرابة في هذا، فالمتصدِّق يتعامل مع من اتصف بالرحمة و الكرم و الغنى ، و هو ـ جلَّ و علا ـ تعهد في كتابه و على لسان نبيه بأن يخلف على الباذلين من أجله

الحسناء والدفتر ..نزار


الحسناء والدفتر
قالت : أتسمح أن تزين دفتري
بعبارةٍ أو بيت شعرٍ واحد
بيت ٍ أخبئه بليل ضفائري
و أريحه كالطفل فوق و سائدي
قل ما تشاء فإن شعرك شاعري
أغلى و أروع من جميع قلائدي
ذات المفكرة الصغيرة .. أعذري
ما عاد ماردك القديم بمارد
من أين ؟ أحلى القارئات أتيتني
أنا لست أكثر من سراج خامد
أشعاري الأولى .. أنا أحرقتها
ورميت كل مزاهري وموائدي
أنت الربيع .. بدفئه و شموسه
ماذا سأصنع بالربيع العائد ؟
لا تبحثي عني خلال كتابتي
شتان ما بيني وبين قصائدي
أنا أهدم الدنيا ببيتٍ شاردٍ
و أعمر الدنيا ببيتٍ شارد
بيدي صنعت جمال كل جميلةٍ
و أثرت نخوة كل نهدٍ ناهد
أشعلت في حطب النجوم حرائقاً
وأنا أمامك كالجدار البارد
كتبي التي أحببتها و قرأتها
ليست سوى ورقٍ .. وحبرٍ جامد
لا تُخدعي ببروقها ورعودها
فالنار ميتةٌ بجوف مواقدي
سيفي أنا خشبٌ .. فلا تتعجبي
إن لم يضمك ، يا جميلة ، ساعدي
إني أحارب بالحروف و بالرؤى
ومن الدخان صنعت كل مشاهدي
شيدت للحب الأنيق معابداً
وسقطت مقتولاً .. أمام معابدي
قزحية العينين .. تلك حقيقتي
هل بعد هذا تقرأين قصائدي ؟
‫نزار_قباني‬

فضيحه ..كلبه


فضيحه
اتهمت امرأة بريطانية كلب الجيران(كوفو)
بمواقعة كلبتها(تريسا) بغير موافقتها
و أن الكلبة قد حملت منه ..


و قامت المرأة برفع دعوى بالمحكمة ضد
الجيران لإجبارهم دفع غرامة مالية
من أجل إخضاع الكلبة لعملية إجهاض ،
و لعقاب الجيران لعدم تربيتهم الكلب

و من جهة الجيران رفضوا هذا الإتهام
رفضا قاطعا لأن (كوفو) من أكثر الكلاب أدبا و ليس من شيمته فعل ذلك..
و سور المنزل عالي و من غير الممكن اجتيازه ..
و لحل المشكلة قامت مجموعة من رجال الشرطة بمعاينة المنزل الذي يقطن فيـه (كوفو)
فوجدوا أنه من المستحيل خروجه من المنزل ..
و بعد بحث طويل وجدوا سردابا طويلا حفره (كوفو)
ليصل بينه و بين (تريسا) ليفعل فعلته

و على أثر ذلك حكمت المحكمة
على أصحاب الكلب دفع غرامة مالية
قدرها 7000 جنيه استرليني
لإجراء عملية إجهاض للكلبة
لأن أصحابها لا يشرفهم أن تحمل
كلبتهم من غير نوعها ..

الله يسوّد وجهك يا (كوفو) 🌚
مفكر كلبات الناس عندك لعبه

يا فضيحتها بين الكلاب ، دلوقت ماتلقى لها ابن كلب يستر عليها

الجمعة، 13 مايو 2016

واد الذهب ... حسنى عبد العظيم


واد الذهب
كان الليل يلفظ انفاسه الاخيرة وتتلالا نجماته فى سماء البادية الصافية . صمت تام يعم المكان الا عن نباح ياتى من بعيد بين الحين والحين
ويقطع شباك الصمت اذان الفجر معلنا ميلاد يوم جديد 
وهاهو حسان الذى تجاوز العقدين من عمرة مازال مستيقظا تتسارع بساحة راسه افكار واحلام هواجس واوهام. عيناه معلقتان بالسماء من خلال نافذته الصغيرة فى حجرته تلك التى يشاركه بها جده ذو الستين عاما والذى بدا يتململ فى فراشه استعدادا لصلاة الفجر وها هو ينفض عن كاهله النوم ليجد خسان مازال مستيقظا كعادته.
يلوح له متسائلا اما زلت لم تنم يا بنى فيجيبه حسان لا عليك يا جدى فما لى رغبة فى النوم فما اشبه اليوم بالبارحه فلا سبب للنوم ولا فائدة فى الاستيقاظ فها انا لا عمل لى سوى هذى الشياه التى لا تفطن ان كنت نائما ام مستيقظا وكأننى ولدت لاموت بين قطعانها.
فيضحك جده وهو يتأهب للخروج ويقول هكذا انت يا حسان دائم التذمر والشكوى وتذكرنى بنفسى حينما كنت فى مثل عمرك كنت ساخط وغير راض كنت احلم بالثراء والمال القصور والخدم ولم تتحقق من هذه الاحلام سوى سنوات ضاعت من عمرى بحثا عن وادٍ من ذهب أقسم لى جدى بوجوده فى هذا الوادى الفسيح فرحت ابحث يمينا ويسارا شرقا وغربا ولم افق الا بعد سنوات من الجهد والبحث دون جدوى ولو انى عملت تلك السنوات بذات الطاقة ونفس الحماس لكنت اعنى اهل الوادى …ولكن لعلها نفس الاحلام والاوهام تلك التى تمنعك من النوم وتحيل بينك وبين الرضى
فانتبه حسان لكلمات جده وربما كلمة الذهب تلك التى اشعلت حماسه وطرقت اذناه ليقف منتصبا ويتساءل اى واد واى ذهب يا جدى؟!
بنى لقد اقسم لى جدى وعشرات من شيوخ الوادى ان فى هذه الباديه واد من ذهب وظللت سنوات من عمرى ابخث عنه ولقد فنى عشرات فى البخث عنه ولكن لم اجده بل وان هناك من يقول ان من يصل هذا الواد من الذهب يزهد فيغ ويكمل حياته بدونه ويظل سرا لا يعلنه
فيضحك حسان اى ذهب هذا الذى يزهد فيه الانسان فوالله ليتقاتل الرجال على جرام من ذهب .. جدى بالله عليك اهذه حقيقه ام خيال ام مجرد اوهام فيجيبه جده لقد اقسم لى من هم اكبر وافضل واذكى واصدق منى بوجوه وهذه حقيقه يعلمها من فى عمرى وظللت ابحث عنه وحيدا ولم اجده فبحثت فى معظم هذا الوادى وفتشته شبرا شبرا .تعلمت الاتجاهات من النجوم ولفحتنى شمس البادية الحارقه وبردها القارص ولكن دون جدوى
يابنى دعنى اصلى وسنكمل فى وقت اخر وذهب جده وخلّف امال واحلام راحت تطيح برأس حسان فراح يحلم بانه وجد هذا الوادى من الذهب واصبح اغنى اهل الوادى اى وادى بل اغنى اهل الارض فمن يملك مثل هذا الواد فى الوجود 
وانتظر حسان حتى عاد جده وراح يكمل معه الحديث عن ذلك الوادى وذاك الذهب وهذى القصور وتلك الاحلام
فاجابه حده اتعرف يا حسان اننى مازلت احلم بهذا الوادى بل وتراودنى صوره فى احلامى وكاننى بالفعل املكه بل واعلم كل تفاصيله.
ولا اخفيك سرا انى ما زلت احتفظ بكافة الخرائط والدلائل التى تشير اليه انه الحلم الضائع ولكن ما عاد فى العمر ما يكفى لجهد ومشقة البحث عن ذلك المجهول
فراح حسان محاولا اقناع جده ان الوضع الان افضل من ذى قبل فها نحن اثنان انا اتحمل الجهد والمشقه وانت تملك الخبرة والتجربه وكذا لتكون دليلى فى هذه الباديه الواسعه حتى لا اضيع حهدا فى اماكن سبق وان بحثت عنها. بالله عليك يا جدى فما املك ما اعيش لاجله وما اعيش به ساعدنى واعدك ان اكون خادمك المطيع.
فضحك جده وقال كأنى اسمع نفسى من اربعون عاما وكأنك تردد حوار مكتوب سبق وان عشته دعك من هذا واجتهد فى عملك فقاطعه حسان عمل ؟ اى عمل هذا الدى كاد ان ينبت الصوف على جسدى فقد كدت ان امشى على اربع . بالله عليك يا جدى لا امل لى سواك والا ساضطر ان اترك هذه القريه واترك اهلى وديارى واذهب الى حيث لا يعلم احد علّنى اجد حالا افضل من حالى وعمل افضل من عملى.
فاجابه جده متعجبا وتترك امك المريضه واخواتك يعشن بدونك وانت كل ما يملكن فيرد حسان كفانى ما كان من عمرى ولديهن من الشياه ما ياكلن ويشربن منه وما انا سوى راعى يمكن لاحدى اخواتى ان تحل محلى لحين عودتى بالذهب لأغير حياتى وحياتهن واعالج امى. بالله عليك يا جدى لا مجال للتراجع فلقد عزمت الرحيل اما للذهب معك او للمجهول بدونك
فيجيبه جده بحيره بنى كلاهما مجهول فلقد افنيت سنوات من عمرى ربما لا املكها الان. على كل حال دعنى افكر وابحث عن تلك الخرائط والدلائل وما شابه
فاجابه حسان سامهلك يومان لا ثالث لهما فإما الذهب واما ذهاب بلا عوده 
وظل حسان طيله هذين اليومين شارد الفكر يسبح فى احلامه يسكن فى قصور من ذهب يحيطه الخدم من كل جانب يملك المال والجاه والسلطه
مرت اليومان ثقالا متباطئه وراح حسان يحزم امتعته وملابسه وطعاما لرحلته اما للمجهول واما لهذا الذهب الذى يحلم به وتعمد ان يُرى جده ما هو قادم عليه واوهم امه المريضه واخواته انه ذاهب للعمل فى اقرب مدينه وسيرجع بعدما يتحصل على المال وهو ينوى وجده يعلم انه ذاهب بلا عوده
وظل حسان طيلة هذين اليومين شارد الفكر يسبح فى احلامه يسكن فى قصور من ذهب يحيطه الخدم من كل جانب يملك المال والسلطة 
ومر اليوما ن ثقالا متباطئة وراح حسان يحزم امتعته وملابسه وطعاما لرحلته اما للمجهول واما لهذا الذهب الذى يحلم به وتعمد ان يرى جده ما هو قادم عليه واوهم امه المريضة واخواته انه ذاهب للعمل فى اقرب مدينة وسيرجع بعدما يتحصل على المال وهو ينوى وجده يعلم انه ذاهب بلا عودة فتحرك الجد هذى الدموع من عين امه المريضة وتوسلاتها وخوفها من المجهول الذى ينتظر هذا الشاب الساخط المتذمر فينظر له جده بايماءة تعنى له الكثير والكثير طالبا منه ان يبقى حتى الصباح ليكون فى صحبته.
لم ينم حسان تلك الليله وظل يحلم بالذهب والقصور حتى استيقظ جده للصلاة وطلب منه حسان اغراضه كى يحزمها معه وكان جده قد ايقظ الحلم بداخله وان كان حلمه تصارعه مخاوف من الفشل من ناحيه واسره تفقد عائلها من ناحية اخرى
ولكن تحت الحاح حسان واغرائه لجده وربما لثقة الجد فى ذكاء حسان وقدرته على التحمل مما دفعه ان يقرر ان يبدا رحلة البحث من جديد
ومع اول شعاع شمس يبدءان فى الرحيل تودعهما دمعات الام ونواح الاخوات ولكن اى دموع واى نواح تعادل بريق الذهب وواديه ذاك الذهب الذى سيحول حياته وحياتهم الى نعيم
ومضيا الجد والحفيد فى رحلة البحث عن الذهب وقد اشار له جده ان يخيما فى بقعه بذاتها لتكون مركز تحركهم وبؤرة جولاتهم ومقر مغامراتهم
وكانا يخرجان كل يوم بزادهما من خيمتهم فى اتجاه ويغيبا فى كل رحله بحث بين اليوم واليومين ثم يعودا الى خيمتهما مرات نهارا وكثيرا ليلا
ورغم تشابه الباديه بتلالها وسهولها الا ان جده كان بارعا فى تحديد الاتجاهات وبالفعل قد استثنى الجد كثيرا من المناطق التى سبق البحث فيها فى شبابه وكلما اشتد بهم التعب والعناء تذكر حسان ما كان فيه وما يحلم به ويسرد على جده احلامه وما سيفعله بهذا الذهب 
ومرت الايام وراح العجوز يشعر بالتعب والمشقه ويخفت فى ذهنه بريق الذهب ولكن على العكس منه حسان الذى راح يقلص ما بقى من مناطق البحث التى قاربت على الانتهاء وبمعنى اوضح قاربت على تحقيق حلمه 
وهبت عاصفه رمليه واحتميا كلاهما بخيمتهم التى راح حسان ليصلح من اوتادها وفؤجى بقاروره ذات لون غريب دفعتها العاصفه بالقرب من خيمتهم ولفت نظر حسان وجود ما يشبه الورقه داخل هذه القاروره التى التقطها حسان بصعوبه ودخل بها الخيمه وراح يذيلغطاؤها هو وجده ليجد مفاجاه داخلها انها قطعه صغيرة مكعبه من الذهب وورقه وراح حسان يصيح ذهب ..ذهب يا جدى انها حقيقة وليس خيال كنت متاكد من ذلك ونظر جده لقطعه الذهب التى وكانها كانت له الدواء وانفرجت اساريره وراح يضحك ويتكلم وكأنه يهزى " ذهب …. ذهب"
ونظر حسان فى القارور ليجد قطعه من الورق فيتفحصها ليجد مكتوب فيها " يا طالب الذهب ها انا بواد الذهب ولكن تذكر من طلب الذهب ..ذهب"
وتساءل حسان وجده عن معنى هذه الكلمات وان كان التساؤل لم يدوم كثيرا فقد طغى على تعجبهم بريق قطعة الذهب التى هى بمثابه القطرة التى تسبق الغيث وراح وجده يخططان … بما ان الرياح اتيه من الشرق والتى دفعت القارورة فى اتجاهها الامر الذى يقلص الخيارات ولا يدع مجالا للشك ان يكون واد الذهب فى اتجاه الشرق وعزم حسان ان يبدا السير من الان الا ان جده اقنعه ان عواصف الرمال خطيره ولابد ان يصبر حتى تنتهى 
لم ينم حسان ليلته وظل حالما سعيدا يهئ نفسه ليكون اغنى اهل الارض 
واصبح الصباح ولم يقم الجد كعادته لصلاة الفجر فراح حسان يوقظه ليبدا رحله البحث بل رحله الثراء ولكن لم يستيقظ جده فراح حسان يتحسس نبضه ودفات فلبه ولكن دون جدوى
لقد مات الجد بحلمه الذى لم يتحقق ولكن لم يمت الحلم بل قارب ان يكون حقيقه 
وهدات العاصفه وحفر حسان داخل الخيمه قبر جده الذى دفنه سريعا وراح يستعد لرحله الثراء والغنى تلك التى ستعوضه عن جده الذى مات حالما بالذهب وامه المريضه التى لا يعلم ما حدث لها واخواته الاتى يرعين الاغنام فى هذه الباديه المحرقه
واعد حسان عدته من طعام وماء واتجه نحو شروق الشمس التى بدات اشعتها فى الظهور
مر النهار سريعا وهاهو حسان جلس ليستريح بعد سير ساعات طويله تحت نيران الشمس المحرقه تلك الى لم تثنى حسان عن لغيته بل كلما شعر بالعناء والجهد راح يحلم بالثراء ويتفحص قطعه الذهب لتمنحه طاقه تزيده اصرار لبلوغ هدفه
"نعم اى تعب واى عناء ذلك الذى يقابله واد من ذهب "
قارب اليوم الثالث على نهايته وها هو طعام حسان قد نفذ وقاربت المياه على النفاذ وبدأ حسان ان يشعر بالقلق على مصيرة ولاحظ تغير طبيعه الوادى الذى يسير فيه لتظهر قباب وسهول وهضاب 
انهكه العناء والتعب ونفذ ما بقى لديه من الماء وراح يتخلص شئيا فشئيا مما يحمل من متاع وكان ليل اليوم الرابع قد اسدل ستائره بنجماته المتلألأه وبدره الزاهى
واخذ حسان يستعيد ذاكرته وكيف انه ضحى بكل عزيز وغالى من اجل هذا الحلم المجهول وتذكر جده الذى مات وحيدا وامه التى ربما زاد عليها المرض واخواته الاتى يفتقدن عائلهن بل وها هو يضحى بنفسه وروحه ليرمى بنفسه فى صحراء قاحله لا ماء بها ولا طعام وبالطبع لا ذهب كل ذلك بسب نفسه الساخطه التى لم ترض بما لديها .. وتسائل اين تلك الاحلام والاوهام واين واد الذهب بل اين الماء ولم يجد ردا الا ان يضحك فراح يضحك بهستيريا ضحكات هزت اركان المكان وتعالت ضحكاته فراحت تعزف سيمفونيه من الضحك المتواصل مع صدى صوته المتردد فى المكان 
وراح يهزى " جسان ايها الامير يا اغنى اهل الارض ها انت ستموت وحيدا دون ذهب دون خدم دون قصور بل ودون طعام وماء هيا يا امير حسان ابحث عن مكان يليق بك لتموت فيه ..اين تحب ان تموت فى هذا السهل ..؟ لا لا فقد تكون عرضه للذئاب وهذا لا يليق بجسه امير . ربما فى هذه البقعه ؟؟ لا لا 
اه هذه الهضبه تليق بك ..بل تلك هذه اعلى هيا فالتبحث عن قبرك بنفسك فلتكن اعلى هضبه فما يليق بقبرك ان يكون ادنى من ذلك 
وراح يصعد اعلى هضبه بجهد ومشقه تلك المشقه التى لم يكن الظمأ وحده سببا فيها بل حلمه الضائع وخيبة امله سببا اخر
ووصل قمة الهضبه ووقف منتصبا ينظر للسماء وراح يملاء رئتيه بالهواء ويضحك ويحك حتى دمعت عيناه وخارت قواه وجثى على ركبتيه واطرقت راسه وراح يقول " هيا يا امير حسان ويكفيك انك تملك هذا الفضاء الذى لا يشاركك فيه كائن من كان فكل هذا الفضاء ملكك وراح يلف راه مستعرضا املاكه"
اى ذهب هذا الذى انهى حياتى وكتب الفصل الاخير فى روايه عمرى ؟؟ اى ملك وهذا الظمأ يقتلنى اى ثروة تلك التى من اجلها تركت كل شئ وضحيت بكل عزيز ولم يبقى لى سوى ذات تلك التى اقدمها طواعية لوهم واسطورة كم اشعر بالظمأ الشديد الذى كاد يقتلنى "
وراح لاول مره ينظر للسماء ويقول يااااااااااااااااااااااارب
واطرق بعيناه لينظر حوله على امتداد بصره لتصفعه المفاجأه ليجد ما يتلألأ من بعيد فى ضوء القمر ويصرخ فرحا " ماء …ماء"
ولملم من نفسه وراح يجرى مهرولا سعيدا فقد وجد الماء ليروى ظمأه وقارب على الوصول ليجد ما لم يكن يتوقعه انه ليس الماء بل الذهب انه الوادى الذى طالما حلم به ياله من منظر رائع لقد تحولت الارض تحت اقدامه ذهب خالص كل مكان كل حجر وحتى ذرات الرمال تخالطها قطع الذهب تلك القطع التى تشابه ما يحملها فى جيبه وتذكر القاروره والرساله
واقترب اكثر لمركز الوادى الذى يقف شامخا فى منتصفه جبل رائع من الذهب يصعب ان ترى قمته يا للروعه وياللعظمه… ولكن اين الماء …؟ اين الماء ؟
وراح يضحك ما هذا الذهب الذى لا يساوى شربة ماء واى ملك الذى افضل عليه جرة ماء وراح يقترب اكثر واكثرليجد عشرات من الجماجم متراصه حول الجبل التى بدات تظهر مع ضوء الفجر واشعه الشمس التى بدات فى الظهور
وتفحص الجماجم ليجدها تتراوح بين الازمان فمنها ما هو بالى تماما ومنها ما هو احدث واحدث وضحك متسائلا اكل هذا "حسان" ؟ اكل هذا حلم بالثراء والغنى ؟وربما ضحى باغلى مما ضحيت وترك من هم احوج اليه ممن تركت ولم يبق منهم الا عظام باليه ولفت نظره نقوش على الجبل بجوار جثه ربما احدثهم فيبدوا من ملابسها ورائحتها انها لم تتجاوز الاسابيع وراح يقرا ما حاول ان يقوله صاحب الجثه ليجد مكتوبا
" يا طالب الذهب ها انت بواد الذهب الم اقل من طلب الذهب ذهب …نم فى امان ويكفيك انك فى اغلى مقبره عرفها التاريخ"

الخميس، 5 مايو 2016

مدينتنا ..نزار قبانى


مدينتنا .. 
تظل أثيرةً عندي. 
برغم جميع ما فيها.. 
أحب نداء باعتها 
أزقتها 
أغانيها 
مآذنها .. كنائسها 
سكاراها .. مصليها .. 
تسامحها ، تعصبها 
عبادتها لماضيها .. 
مدينتنا – بحمد الله – 
راضيةٌ بما فيها.. 
ومن فيها .. 
بآلافٍ من الأموات 
تعلكهم مقاهيها .. 
لقد صاروا ، مع الأيام ، 
جزءاً من كراسيها .. 
صراصيرٌ محنطةٌ 
خيوط الشمس تعميها 
مدينتنا .. 
وراء النرد ، منفقةٌ لياليها 
وراء جريدة كسلى 
وعابرة تعريها .. 
فلا الأحداث تنفضها 
ولا التاريخ يعنيها .. 
مدينتنا .. بلا حب 
يرطب وجهها الكلسي .. أو يروي صحاريها 
مدينتنا بلا امرأةٍ .. 
تذيب صقيع عزلتها 
وتمنحها معانيها ..
نزار قبانى

الثلاثاء، 3 مايو 2016

الاب والطفل والسياره


ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﻳﻨﻈﻒ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ؛ ﺃﺧﺬ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﺴﻤﺎﺭﺍ ﻭﺧﺪﺵ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ
ﻗﺎﻡ ﺍﻷﺏ ﻭﺑﻐﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪ ﻳﻀﺮﺏ ﻳﺪ ﺍﺑﻨﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﺑﻤﻘﺒﺾ ﻣﻄﺮﻗﺔ !! ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺍﻷﺏ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﺑﻨﻪ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ
،ﻭﻟﻜﻦ ... ﻓﻘﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻜﺴﻮﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ !! ؛ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﺑﺎﻩ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : - ﻣﺘﻰ ﺳﺘﻨﺒﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ؟ ! ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﻭﻗﻊ ﻛﺎﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺏ ، ﺧﺮﺝ ﺍﻷﺏ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻭﺿﺮﺑﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ، ﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻡ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻭﻛﻠﻪ ﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻻﺑﻨﻪ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺪﺷﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻭﺟﺪ ﻣﻜﺘﻮﺏ ... ﺃﻧﺎ _ ﺃﺣﺒﻚ _ ﻳﺎ _ ﺃﺑﻰ
 ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﻋﻘﻠﻚ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﻋﻘﻠﻚ ﻓـــﻼ ﺗﺠﻌﻞ ﻋﺼﺒﻴﺘﻚ ﻭﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻚ ﺗُﺤﻴﻼ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺇﻟﻲ ﻧﺪﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻣﺮﺍﺭﺓ ﺗﺘﺠﺮﻋﻬﺎ ﻣﺪﻱ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ